هناك أمور أوصى بها الشارع المقدس والسنة الشريفة لها تأثير مباشر على مقدرات العباد كالصدقة والاستغفار والدعاء وصلة الرحم، کما أنّ للأعمال الصالحة أثراً فی المصیر وحسن العاقبة، وشمول الرحمة وزیادة العمر وسعة الرزق، کذلک الأعمال الطالحة والسیّئات لها من التأثیر المعاکس الذی لا یخفى على أحد فی مسیرة حیاة الإنسان. عن رسول الله صلى الله علیه وآله: «لا تزال أُمّتی بخیر ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنکر و تعاونوا على البرّ، فإذا لم یفعلوا ذلک نزعت منهم البرکات، وسلّط بعضهم على بعض، و لم یکن لهم ناصر فی الأرض و لا فی السماء»
کلّ شیء وكل شخص معرّض للفناء والتلف في هذه الدنيا بلا استثناء، لكن لو تمکنت الکائنات من أنْ توجد لها ارتباطاً على نحو ما مع الذات الإلهیّة، وتبقى تعمل لأجلها وفی سبیلها، فإنّها في هذا الحال ستصطبغ بصبغة الخلود، لأنّ ذات اللّه المقدّسة أبدیة وأزلیة وکلّ من ینتسب إلیها یحصلعلى صبغة الأبدیة والخلود.
أنّ المقصود من عبارة السّیئات جزاء الأعمال السیئة وعقوبة المعاصی التی ینزلها الله بالعاصین، ولما کانت العقوبة هی نتیجة لأفعال العاصین من العباد لذلک تنسب أحیاناً إلى العباد أنفسهم وأحیاناً اُخرى إلى الله، وکلا النسبتین صحیحتان، إذ یمکن القول فی قضیة قطع ید السارق إنّ القاضی هو الذی قطع ید السارق، کما یجوز أن یقال إنّ السارق هو السبب فی قطع یده لارتکابه السرقة